بسم الله الرحمن الرحيم
ورقة عمل حول واقع الشباب و تحدّيات المشروع الوطني ودعم القدس
مقدمة لمؤتمر القدس
عاصمة فلسطين
من إعداد وتقديم : فؤاد
صفوت بنات
سأتحدث في هذه الورقة بالعموميات ولن اكتب عن كل قضية بالتفصيل حتى
يسعفني الوقت وساسلط
الضوء على الشباب الفلسطيني فعلى صعيد
الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للشباب الفلسطيني هو واقع سيء ويزداد سوءا
باستمرار الانقسام الجيوسياسي عما
يزيد عن عشر سنوات من انقسام اودى بحياة المئات من الشباب فمنهم من قتل جراء الاقتتال ومنهم من بات معاقا غير قادر على
اكمال حياته بالصورة المشوهة التي شابت حياته حيث واجه الشباب سياسات عامة حرمتهم من صنع
القرار حيث تعرضت الحركات الشبابية خاصة في الضفة الغربية وقطاع غزة الى عمليات
قمع وتضيق ومحاولات احتواء من قبل السلطتين في قطاع غزة والضفة الغربية بالاضافة
لعمليات القمع من الاحتلال الاسرئيلي للحراكات الشبابية بالداخل المحتل كما
تواجه ايضا الحراكات الشبابية بالشتات اشكاليات وحرمان من حقوقهم المدنية مثل الحق بالعمل
والتعليم والسكن والتجمع وهناك من حاول
الفرار من الواقع المذري للشباب فاكلته
حيتان البحار جراء الهجرة الغير شرعية التي راح ضحيتها العشرات من
الشباب باحثين عن النجاة خارج الوطن ، فلم يلقوا الاً الموت ، ومنهم من ذهب شهيدا جراء
ثلاثة حروب متتالية شهدها قطاع غزة واودت بحياة المئات من الشباب الذين لم
يتعدون ال25 سنة ، فالموت منتظرهم داخل الوطن وخارج الوطن ،كل ذلك جعل من
الشباب غير مبالي لأي تغيير سياسي او اجتماعي ممكن أن يحدث، لقد تم تغييب الشباب
فعليا عن أي وضع اجتماعي او سياسي او اقتصادي موجود في المجتمع الفلسطيني ، تم
اغراق الشباب بالكحول والترامادول والمخدرات التي دمرت حياة الكثير من الشباب
وافقدتهم الوعي والسيطرة والتقدم نحو الافضل .
يواجه الشباب
الفلسطيني، خاصة الحراكات الشبابية، تحديات ذاتية تعرقل مشاركتها الفعّالة في
مواجهة تحديات المشروع الوطني الفلسطيني وشق مسار تغيير وطني، مثل تشتت بعضها،
وعدم رفع هدف وطني جامع في بعض الحراكات.
بعد تراجع زخم
الانتفاضة الفلسطينية الثانية ووصول المسار السياسي الرسمي إلى طريق شبه مسدود،
وتراجع دور المنظومة السياسية التقليدية في الشارع الفلسطيني؛ برزت حراكات شبابية
مستقلة، أو ضمن أشكال المقاومة الجديدة (الفضاء الجديد)، مثل حملة طلاب فلسطين
للمقاطعة الأكاديمية لإسرائيل في العام 2009 ضمن حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) ، وحراك
"الشعب يريد إنهاء الانقسام" في العام 2011، وحراك "برافر لن
يمر"، والشبكة الشبابية الفلسطينية في لبنان، وقرى المقاومة مثل باب الشمس في
العام 2013.
وشهد العام 2011
مرحلة زخمة للحراكات والمبادرات الشبابية بفعل انتفاضات العالم العربي بشكل رئيسي.
وبعد عام، خمد أو تلاشى نشاط جزء من هذه الحراكات، مثل حراك إنهاء الانقسام، بينما
واصل الشباب تحركهم في قنوات أخرى، مثل حركة المقاطعة، والشبكة الشبابية
الفلسطينية في لبنان ،إضافة إلى بروز حراكات جديدة، مثل مجموعة "متحركين لأجل
فلسطين"،في العام 2014 0
ما يميّز بعض الحراكات أعلاه هو عملها على أسس رؤيا واضحة
جمعية انبثقت منها منظومات عمل نجحت في تخطي التقسيمات الجغرافية والفئوية للشباب
الفلسطيني، بالإضافة إلى دور الشباب القائد والمبادر فيها. وشكلت هذه الحراكات ضمن
أشكال المقاومة الجديدة فرصة مهمة لكسر الجمود السياسي الداخلي ولاستمرار المقاومة
الشعبية ضد منظومة الاستعمار والاحتلال والفصل العنصري الإسرائيلي، بالرغم من
الموسمية وغياب التنظيم الذي شاب بعضها. وأعطت مساحة للعديد من الشباب للمشاركة في
النضال بعيدًا عن الأطر التقليدية، وشكلت تحديًا لم يتوقعه الاحتلال الإسرائيلي
مثلما حصل في الموجة الانتفاضية الأخيرة في العام 2015.
معيقات
مشاركة الشباب في مواجهة تحديات المشروع الوطني الفلسطيني
إن مشاركة الشباب في
مواجهة تحديات المشروع الوطني تعترضها معيقات جمة، سواء ذاتية، أي على صعيد الشباب
أنفسهم، أو موضوعية، أي على صعيد الحركة الوطنية برمتها، والسياقات المحلية
والإقليمية والدولية.
معيقات ذاتية وتتمثل
بالآتي:
1. ضعف البنية التنظيمية
للحراكات الشبابية.
2. عدم وجود جسم وطني جامع
فعّال يعبر عن رؤى الشباب ويطور أداءهم.
3. عزوف نسبة كبيرة من
الشباب عن المشاركة في العمل السياسي والتطوعي، وانتشار ثقافة الخلاص الفردي.
4. ضعف قدرة بعض الحراكات
على استقطاب الشارع الفلسطيني، وخاصة الشباب.
5. ضعف المصادر المالية، مع
أن اعتماد التطوع هو عنصر جيد، ولكن العمل يحتاج إلى مصادر مالية في أمور محددة.
6. المبادرات الموسمية، حيث
تعتمد على تفرّغ وعطاء المبادرين دون التحول إلى منظومة مستدامة ترتكز على الفكر
والنهج.
7. التقوقع وقلة المبادرة
لكسب المعرفة والتواصل بين الشباب الفلسطيني بمختلف فئاته وانتماءاته وأماكن
تواجده، خاصة في ظل التشرذم الجغرافي وفرض الخدمة العسكرية على الشباب الدرزي في
أراضي 1948.
8. الخضوع لنزاعات داخلية،
طائفية وفصائلية، وطغيانها على المصلحة الوطنية.
معيقات
سياسية، ومنها:
- غطرسة وعدوان الاحتلال
الإسرائيلي في قمع تحركات المقاومة، بما فيها السلمية، والملاحقة السياسية،
وفرض الحصار، وتقسيم وتشتيت الشعب الفلسطيني، وفرض جغرافيا استعمارية عليه،
إضافة إلى محاولات عزل الشباب الفلسطيني في الأراضي المحتلة العام 1948 عن
الشعب الفلسطيني من خلال محاولات الأسرلة في شتى مجالات الحياة، عبر فرض
الخدمة العسكرية، وتغلغل الخدمة المدنية في المجتمع، وفرض قوانين قمعية،
وتهويد البلدات، وتشويه اللغة العربية.
- غياب إستراتيجية وطنية موحدة ذات
رؤية وأهداف واضحة متوافق عليها فلسطينيًا، ويمكن للشعب الالتفاف حولها، وتعدد الأولويات والشعارات، وتأثير ذلك
على صمود الحراكات وعدم قدرتها على التحول إلى حركة جماهيرية، لأنها لا تلبي
طموح الشعب، وخاصة الشباب.
- انتقال الثقل السياسي من خارج
فلسطين إلى داخلها، ما جعل الحراكات تحت مراقبة الاحتلال.
- المطالب التي يرفعها الشباب
سياسيًا تكون أعلى من السقف السياسي الفلسطيني الرسمي.
- إحجام القوى الحزبية عن دعم
الشباب وحراكهم، وتأسيس قيادات مستقبلية مقابل محاولة البعض استغلال هذه التحركات
لمصالحه الحزبية الضيقة.
- تأثر التجمعات الفلسطينية في
الدول العربية بالنزاعات والتغيرات الدولية، مثل الأحداث الجارية في سوريا.
- تسيس المنابر الإعلامية الكبرى
- استخدام الأجهزة الأمنية للتطور
التكنولوجي واستغلاله لصالح كشف وقمع المبادرات الفلسطينية
- موازين القوى الإقليمية والدولية
هي في صالح دولة الاحتلال
- انتشار التطبيع بمعاهدات سلام
ومن دونها بين الدول العربية وإسرائيل
معيقات اجتماعية، ومنها:
- انتشار العنف الاجتماعي،
والتيارات الأصولية المتطرفة، وغلبة العادات والتقاليد في بعض التجمعات
الفلسطينية، ما يؤثر على حرية عمل الشباب، وخاصة الفتيات، إضافة إلى
الحمائلية، وتقييد المرأة .
- انتشار البطالة والفقر، الأمر
الذي من شأنه إشغال الشباب بالسعي وراء لقمة العيش والتمركز حولها.
معيقات
جغرافية، ومنها:
وجود المعازل بين المدن الفلسطينية، واختلاف
التفكير والأيديولوجيات، إضافة إلى مشكلة التواصل بين الشباب بين مختلف التجمعات
الفلسطينية،
التوصيات :
حتى يستطيع الشباب
تحديد دورهم في النضال الوطني وتطويره، لا بد من أن يبادروا إلى تنظيم حوار وطني
جامع لكل مكونات الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده، بالتعاون مع قطاعات
المجتمع المدني. ويكون هدف هذا الحوار الوصول إلى بلورة تصور للاتفاق على مرتكزات
المشروع الوطني بناء على الحقوق الوطنية الثابتة غير القابلة للتصرف، بما فيها حق
الشعب في الوطن والشتات في تقرير مصيره وحقه بالحفاظ على مقدساته ، على أن يكون
هذا الحوار نقطة انطلاق لاتباع خطاب وحدوي جمعي للكل الفلسطيني في جميع ساحات
النضال؛ أي خطاب شامل لا يخضع للتقسيمات المفروضة على الشعب.
ويصب هذا الحوار في
بلورة إستراتيجيات نضال تعتمد على أسس عدة، منها: الدراسات المستقبلية والاستشراف
بهدف الانتقال من موقع ردة الفعل إلى موقع الفعل المبادر، والعمل الجمعي الذي
يتخطى أنواع التقسيمات المفروضة مع مراعاة احتياجات وخصوصية كل منطقة، اعتماد
الدمج بين مناهج التغيير السياسي الاجتماعي، إذ يكون أساس النضال هو الشعب
الفلسطيني بإرادته وحاجته وفعله، وتأتي النخب السياسية بمستوياتها لتمثله وتطبق
رغبته معتمدة على الخبراء وأصحاب الاختصاص كمرجعية مهنية.
ويكون من خلال :
1. استمرار حملات الضغط والمناصرة الشبابية للقضايا الوطنية وخصوصا
لمدينة القدس كعاصمة ابدية لدولة فلسطين .
2. خلق لوبي يقوم بدوره
بالتنسيق مع فئات الشعب والقوى السياسية الأخرى في الوطن والشتات0
3. استقطاب الشباب العازف
عن المشاركة في العمل الوطني.
4. الطلب من الحكومة وضع خطة إنقاذ وطني بجدول زمني واضح لمشاكل
الشباب ومتابعتها لاجل تقديم برامج ومشاريع اسعافية عاجلة لإنعاش واقع الشباب
5. إطلاق حملة شعبية وإعلامية لتعزيز الهوية الفلسطينية وقيم
المواطنة
6. أن تمارس المدرسة والجامعة والمؤسسة الدينية دوراً أكبر في حث
الشباب على الانخراط بالعمل الوطني .
7. الاهتمام والمبادرة في
التوثيق والنشر بالمنابر إعلامية لكل الانتهاكات التي يقوم بها الاحتلال
8. انتخاب مجلس وطني جديد
لمنظمة التحرير وإعادة بناء الاتحادات بما يتيج اشراك الشباب وبناء النقابات يشكل
بداية الطريق لإعادة بناء المنظمة بشكل يواكب العصر الذي يمر به الشعب الفلسطيني،
ويوحد الحركة الوطنية لكي تستعيد المنظمة
مكانتها الفعلية كممثل شرعي ووحيد له وتكون قادره على صد أي
اعتداء على أي حق من حقوق الشعب الفلسطيني التي كفلتها له المواثيق والاعراف
الدولية