
شباب على الرصيف
بقلم :فؤاد صفوت بنات
تمضي الأيام متشابهه على مجتمع
فلسطيني تابع ويلات النكبات المتتالية من حروب لانقسامات إلى حصار ,تهجير ,نزاع
على السلطة وتهميش لدور الفئة الأكبر ,الفئة القادرة على احدث تغيير بالمجتمع وهي
الشباب .
حوارات لبعض العجائز من على هرم
القيادة الوطنية والسلطوية والحزبية تنادي
ببعض المصطلحات المؤسساتية الرائعة عن تفعيل دور المرأة والشباب ولكن على الأرض
عَزل وتهميش للأدوار.
بالونات إعلامية كتلك التي
نسمعها في الحملات الانتخابية وبعض الصور الملونة مع بعض الأشخاص المهمشين. ,وفي
الطرف الآخر تعجيز وتفكيك خلف الطاولات وفي زقاق قاعات الاجتماعات والغرف المغلقة
.
يبدأ الشاب حياته المريرة منذ
الثانوية العامة فيحدد الحظ طريقه فإذا كان وضع أهله المادي يسمح له بإكمال دراسته
الجامعية, يتعلم ,وان لم يسمح يذهب ليشارك ولده العمل لإدخال مصروف الحياة إلى
البيت وهنا التعليم أصبح في وطني حكراً على الأغنياء.
أومن هم من الطبقة المتوسطة
والكادحين الذين يفيقون وينامون على حلم قوت اليوم التالي فيقتصد الوالد مصروف
وطعام العائلة ليدرس أبنائه ,حتى يوفر مقومات الحياة التي أصبحت حلماً وليس حقاً
من الحقوق التي من المفترض أن تولد مع كل إنسان
وحتى في حال حالفك الحظ ونلت
شرف الدراسة والتعليم تذهب نحو عاصفة الجامعات "المشاريع الاستثمارية"
التي لا تراعي الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها الشباب وكثرة النكبات والحروب
التي دمرت بنيتنا التحتية فكان عليها إعفاء الطلاب ومساعدتهم ولكن بدلاً من إعفائهم تقوم بزيادة الأعباء عليهم برفع سعر
الساعة الدراسية وفرض دفع رسوم الفصل القادم قبل بدئه
وزيادة الرسوم بحجة خدمات
الطالب, وبعد كل هذه المعاناة تتخرج من الجامعة وتنتقل إلى المرحلة الأصعب وهي مرحلة البطالة .
فيذهب بك المطاف إلى الجلوس على
حافة الرصيف لمرقبه السيارات وهي أشبه بعداد الزمن لشريط الحياة يمر بسرعة دون
جدوى أو تغيير أو تذهب للعمل كعامل في مكان ما براتب زهيد جداً لا يكفيك لتعيل
نفسك .
16 ألف خريج يتخرجون من
جامعاتنا كل عام, فلو حسبنا معدل الخريجين في آخر عشر سنوات يصبح العدد لدينا 160
ألف خريج وهنا السؤال وبعد ويلات وتكاليف
الدراسة والجهد ماذا قدمت لهم الحكومات المتعاقبة على وطننا الحبيب .
وظائف ل 5% من الخريجين
المحسوبين على فصيل معين في شقي الوطن وعشرة آلاف بطالة مؤقتة ل7% من الخريجين
وتلومون الشباب على هجرة الموت .
إن المعاناه اليومية والحياتية
سواء " معنوية ومادية ونفسية وكبت للحريات وبطالة وتامين صحي و...
التي تم ممارستها بكل أشكالها
على الشباب هي التي أدت بهم للهروب نحو
البحث عن فرصة حياه وهي عبر الهجرة عبر سفن الموت .
وهنا أنا لا أؤيد الهروب من
الواقع إنما علينا كشباب وضع حد لما يحدث وعلينا انتزاع حقوقنا بالقوة, ففلسطين
تحتاج إلينا لبنائها ونحن فقط من نستطيع ,علينا القضاء على السلطوية والتفرد في
صنع القرار و الحزبية الضيقة والذهاب باتجاه المشاركة والتشاركية.
إن كل الأديان السماوية كفلت
للشخص حقوقه بالعمل والصحة والتعليم والحياه الكريمة ونحن إن لم ننالها فعلينا
انتزاعها وبكل قوة وعدم البقاء جالسين على الرصيف مكتوفي الأيدي .