"فرح عابر"
الاثنين 27 مارس للعام2017
الى ميدان الحسين
استيقظنا من النوم مرهقين الساعة الخامسة مساءا ثم بدأنا بتحضير أنفسنا للخروج كما خططنا بالأمس الى منطقة ميدان الحسين بالقاهرة التى أكاد لا أعلم عنها سوى اسمها وان بها معلم ديني اتصلنا بسيارة لتقلنا وانطلقنا نحن الثلاثة بعد ان تقاعص صديق رابع لنا عن المجيئ بحجة النعاس، انطلقنا الى هناك وعلى طول الطريق كان يجول بخاطري موضوع إغلاق المعبر وتأخير فتحة وبعد نصف ساعة وصلنا للمكان كانت الساعة حوالى السادسة والنصف وبدأنا بالتجول بالمكان الذي بدا لنا للوهلة الأولى مكان عادي يحيطه سوق كبير .
قبل الدخول وجدنا كثير من الأشخاص جالسين حول بوابة المسجد يطلبون المساعدة المالية من الزوار ثم بدأنا بالدخول إلى المسجد ووجدنا رجالا خلف الباب تأخذ الأحذية وتضعها بخزائن مرقمة اعجبني هذا المظهر الحضاري صراحة في هذا الزحام تخيلت أن يسرق حذائي وكنت خائفا من أن ابقى بدون حذاء في هذا المكان الذي امتلاء بصناديق لجمع الأموال للمسجد وبالطرف الاخر
كانت الأجواء ايمانية وصوت المديح يصدح في طرف المسجد لبعض الأشخاص وبعض اخر يصلون في أماكن متفرقة ،دخلنا الى مكان محاط بجدار خشبي فيه فتحات كان الجميع يقف بجانبها ويتوجه بالدعاء لله عبر هذه الفتحات حيث هناك رجل آخر يمسح الجدران بمادة ذات رائحة زكية حتى تتعطر ايدي ملامسيها عند لمسها
رغم ان الطابع الإيماني كان فيه من الجزء الصناعي كالعطر الموضوع على الجدران ورائحة البخور في كل مكان الا انني لم أكن مقتنع كثيرا بهذا الجو ومع ذلك قرات الفاتحة ودعوت دعوتين من نفس المكان
اخذنا بعض الصور للذكرى وخرجنا من البوابة وإذ من الرجال الذين آخذو احذيتنا يطلبون منا صدقة فضحكت كثير وانقلب ذلك المظهر الحضاري الذي خطر ببالي عند دخول المسجد الى مظهر اقتصادي.
خرجنا من المسجد وتجولنا بين المحال التجارية التي كانت تأخذ جوا رائع أيضا كما المسجد ولكن دون اناس يطلبون الصدقة.
كانت التحف الاثرية المصنوعة من الجبص تطابق تقريبا تلك الأثرية التي رأيناها بالمتحف المصري التي تعطي انطباع حضارة عريقة جدا وتاريخ وثقافة فرعونية ذات رمزية مصرية.
انتقلنا بين المحال وصولا لمطعم ياخذ الشاكلة الشعبية بين الناس من حيث المظهر ولكن اسعارة كانت دولية ومن الواضح انها تستهدف السياح .
تناولنا وجبتنا على أنغام العزف و الاغاني لبعض الفرق المتجولة بالمكان التي كانت تجلس لتغني لكل شخص يريد سماع الموسيقى مقابل مبلغ نقدي ،كان الجو رائع مع تلك الإنارة بالفوانيس الملونة وذهبنا بعدها للجلوس في خان الخليلي " قهوة الفيشاوي "
كانت الأجواء رائعة جدا ،بالمكان أضواء ملونة وخافتة موسيقى تعزف على بعض الطاولات ، أدوات عزف شرقية واناس يغنون بعفوية من عدة جنسيات .
كانت السعادة تغمرني لأنني صراحة اعشق تلك الأجواء بحيث تنقلك الى مكان اخر تنسى فيه كل ضغوط الحياه .
في هذه اللحظات كنت اتمنى ان يكون اهلي معي وزوجتي واصدقائي .
في كل لحظة كنت أشعر بسعادة غامرة اتذكر تلك اللحظات التي وصلت بها لمرحلة من الإحباط في غزة المغلقة من كل الأطراف
كنت أشعر بالحزن الشديد على أبناء جيلي في غزة الذين لم يرو
يوما جميلا واحدا في القطاع المطبق على سكانه.
كنت التقط كثيرا من الصور لمواقع التواصل الاجتماعي وفي كثير من الأحيان أقوم بعمل بث حي مباشر حتى يتسنى للاشخاص المحبوسين بالقطاع مشاهده ومعايشه هذا الأجواء وخصوصا ان غالبيتهم لن يستطيعوا الخروج من قفص القطاع حتى نهاية حياتهم.
#فؤاد_بنات